وسط محاولات الحكومة الصينية الحد من الزيادات القياسية لأسعار المواد الخام هذا العام من جهة والمراهنة على التعافي الاقتصادي الذي يدفع بالأسعار للارتفاع من جهة أخرى، سطع نجم مستفيد من هذا التذبذب وهي commodity trading advisers أو صناديق الـCTAs وهي صناديق تحوط متخصصة في شراء العقود الآجلة والخيارات التي ترتبط في كثير من الأحيان بالسلع، وسجلت مكاسب فاقت التوقعات وجذبت إليها المستثمرين بمن فيهم الأفراد علما أن الاستثمار فيها اقتصر سابقا إلى حد كبير على المؤسسات.
وتستخدم صناديق CTA مجموعة متنوعة من استراتيجيات التداول لتحقيق أهدافها الاستثمارية، بما في ذلك التداول المنتظم أو اللحاق باتجاهات أو أنماط معينة لتداول العقود المالية الآجلة.
وضاعفت صناديق التحوط الـCTAs إطلاق المنتجات في الصين ثلاث مرات حتى العشرين من يونيو مقارنة بالعام الماضي.
وحققت بعض صناديق التحوط CTAs ارتفاعات قوية وصلت إلى 400% بنهاية النصف الأول من السنة، وذلك لصندوق شين سينغ Chenxing No. 1 التابع لشركة شيهه Qihe New Asset Management الصينية، فيما حققت Winton Group إحدى أبرز الشركات العالمية التي تتنافس على حصة من سوق صناديق التحوط في الصين، نموا في أصولها تحت الإدارة بـ50% هذا العام بحسب مصادر بلومبرغ، علما أن قيمة سوق صناديق التحوط في الصين تقدر بـ 740 مليار دولار.
وساهم في هذه ارتفاعات تخفيف القيود الصينية في أسواق العقود الآجلة من الفحم وفول الصويا إلى الفضة، ما أدى إلى زيادة جاذبيتها لصناديق الـ CTA الأميركية والأوروبية.
وتختلف الآراء حول أداء هذه الصناديق في النصف الثاني من السنة، إذ يتوقع البعض استمرار الفرص الاستثمارية وسط عدم اليقين حيال الاقتصاد، فيما يرى البعض الآخر أن الوقت قد حان لتوخي الحذر وسط إمكانية تشديد السياسات النقدية في الصين والولايات المتحدة.