خلال نحو 5 سنوات، تحولت “سويفل” من مجرد فكرة إلى شركة ضخمة قيمتها تتجاوز المليار دولار، لتصبح ثاني شركة في الشرق الأوسط تسلك هذا المسار بعد شركة “أنغامي” اللبنانية.
وعلى الرغم من النجاح الملفت الذي دفع الشركة إلى تصدر عناوين الصحف وعالم الأعمال، إلا أن هذا كان ضمن المخطط، وفقاً لما ذكره مؤسس الشركة مصطفى قنديل على صفحته الشخصية بموقع “فيسبوك”، حينما تم الإعلان عن إدراج الشركة في بورصة ناسداك بقيمة 1.5 مليار دولار.
كانت بداية الفكرة في شهر فبراير من عام 2017، حينما جمعت الأقدار بين “قنديل” وزميلي دراسته محمود نوح، وأحمد صباح، حيث قرروا الاستقالة من وظائفهم لبدء مشروعهم الخاص.
وبالفعل بدأوا العمل على تطوير تطبيق “سويفل”. واستغرقت عملية التطوير التي استعان فيها “قنديل” بخبرته في سوق النقل وتطوير الحلول الرقمية، نحو شهر تقريبا، حيث تم إطلاق التطبيق للعمل في شوارع مصر، بحلول مارس عام 2017، لتكون “سويفل” أول شركة ناشئة تكنولوجية تستهدف قطاع النقل الجماعي في مصر.
في بداية المشروع، تعاون الشباب الثلاثة مع شركات السياحة لتوفير حافلات النقل، واتفقوا على أن يتولى “قنديل” منصب الرئيس التنفيذي للمشروع، وجمعت الشركة خلال عام واحد من التأسيس 9 ملايين دولار من التمويل. بعد ذلك، قرر الشركاء نقل المقر الرئيسي لمشروعهم إلى دبي، وتوسعت أعمال الشركة لتشمل 10 دول، منها مصر والسعودية وكينيا وباكستان والإمارات والأردن.
وسجل التطبيق حتى الآن أكثر من 1.4 مليون راكب عبر أكثر من 46 مليون رحلة مع آلاف السائقين.
في نهاية يوليو الماضي، ولدى إدراج الشركة في البورصة، علق “قنديل” على صفحته الشخصية بموقع “فيسبوك”، وقال إن وفاة والده وهو في سن الـ 12 عاماً مع تخلي الجميع عنه وعن والدته التي تكفلت به، كانت أكبر دافع للعمل وتحقيق إنجاز يجعل من حوله يحاولون التقرب منه مرة أخرى.
وأضاف متذكراً كلام والدته: “لقد تركنا الجميع الآن، لكن الجميع سيعود عندما تكبر وتصبح أكثر نجاحًا من والدك”.
مرحلة التوسع
مع نجاح التجربة في مصر، بدأ مؤسسو “سويفل” في تطوير استراتيجياتهم لتشمل دولًا إفريقية بداية بكينيا وبعض الدول الآسيوية مثل باكستان كمرحلة أولى، ثم الدول التي تتسم بكثافة سكانية حول العالم.
ومع بداية الدخول في المرحلة الثانية من استراتيجيتهم وللمزيد في التوسع في مدن وعواصم عالمية، لجأت الشركة إلى المرحلة الثانية من سلاسل التمويل التي اكتتب فيها عدد كبير من المؤسسات وصناديق رأس المال المخاطر العالمية بمبلغ يقدر بنحو 42 مليون دولار.
استمرار التوسع والنمو بعد نقل مقرها الرئيسي إلى دبي، دفع الشركة للبدء في دراسة الخيارات المتاحة للطرح في إحدى البورصات الإقليمية أو العالمية. وانتهت إلى الذهاب إلى السوق الأميركية التي طرحت بدائل لقيد وتداول الشركات الناشئة دون الإجهاد المادي والقانوني وطول الإجراءات، ووضعت من آليات ومعايير تتماشى مع هذا التطور الذي يشهده العالم وذلك تحت مظلة قانونية معروفة باسم SPAC وهي نوع جديد من الشركات المتخصصة ليس لديها نشاط تجاري تم تأسيسها لزيادة رأس المال من خلال طرح عام أولي (IPO) لغرض الاستحواذ على الشركات الناشئة.
قصة الإدراج
وبالفعل، أعلنت “سويفل” اندماجها مع شركة استحواذ ذات أغراض خاصة أميركية تسمى “كوين غامبيت غروث”، في صفقة تسمح لها بإدراج أسهمها في بورصة “ناسداك” بطريقة سهلة، لتصبح بذلك أول شركة شرق أوسطية تتجاوز قيمتها المليار دولار، يتم إدراجها في البورصة الأميركية.
ومن المقرر أن تحصل الشركة على 445 مليون دولار من هذه الصفقة، وتعتزم أن توظفها في توسيع نطاق أعمالها لتشمل 20 دولة خلال السنوات الأربع القادمة.
وإلى جانب قيمتها التي بلغت 1.5 مليار دولار، فقد بلغ إجمالي الإيرادات السنوية للشركة 26 مليون دولار في عام 2020. وتتوقع الشركة زيادة إجمالي إيراداتها السنوية إلى 79 مليون دولار هذا العام وإلى مليار دولار بحلول عام 2025 بعد التوسع إلى 20 دولة عبر القارات الخمس.