دعونا نتخيّل متجرين متجاورين في السوق: متجر أبو محمود لبيع البوظة معلومات.نت، ومتجر أبو مسامح لبيع الحنيني. ولنفترض كذلك أن كُلاً من المتجرين يدرّ نفس المبيعات في العام (120,000 ريال لكل متجر). ولكن الفرق بينهما يتعلق بالفرق في المبيعات في الأشهر المختلفة، فبطبيعة الحال أبو محمود يبيع معظم بوظته في الصيف، بينما أبو مسامح يبيع معظم حنينيه في الشتاء (وما أجمل الحنيني الدسم في الشتاء!). ولنفترض أخيراً أن تكلفة التشغيل الشهرية لكل محل هي 2,000 ريال (من إيجار وكهرباء وماء…إلخ). في هذه الحالة سيكون توزيع الأرباح الشهرية بالشكل التالي.
جدول 2-2: مبيعات أبو محمود وأبو مسامح
|
أبو محمود (البوظة) |
أبو مسامح (الحنيني) |
||||
المبيعات |
التكاليف |
الأرباح |
المبيعات |
التكاليف |
الأرباح |
|
يناير |
2,000 |
2,000 |
– |
18,000 |
2,000 |
16,000 |
فبراير |
2,000 |
2,000 |
– |
18,000 |
2,000 |
16,000 |
مارس |
2,000 |
2,000 |
– |
18,000 |
2,000 |
16,000 |
أبريل |
18,000 |
2,000 |
16,000 |
2,000 |
2,000 |
– |
مايو |
18,000 |
2,000 |
16,000 |
2,000 |
2,000 |
– |
يونيو |
18,000 |
2,000 |
16,000 |
2,000 |
2,000 |
– |
يوليو |
18,000 |
2,000 |
16,000 |
2,000 |
2,000 |
– |
أغسطس |
18,000 |
2,000 |
16,000 |
2,000 |
2,000 |
– |
سبتمبر |
18,000 |
2,000 |
16,000 |
2,000 |
2,000 |
– |
أكتوبر |
2,000 |
2,000 |
– |
18,000 |
2,000 |
16,000 |
نوفمبر |
2,000 |
2,000 |
– |
18,000 |
2,000 |
16,000 |
ديسمبر |
2,000 |
2,000 |
– |
18,000 |
2,000 |
16,000 |
المجموع السنوي |
120,000 |
24,000 |
96,000 |
120,000 |
24,000 |
96,000 |
المتوسط الشهري |
10,000 |
2,000 |
8,000 |
10,000 |
2,000 |
8,000 |
معدل التذبذب |
80% |
– |
80% |
80% |
– |
80% |
بالرغم من أن المتوسط الشهري لربح كل محل هو 8,000 ريال، إلا أنه لا يوجد أي شهر يكسب فيها أي من المحلين 8,000 ريال بالفعل. فكل محل يكسب 16,000 بالشهر نصف السنة ولا شيء في النصف الثاني، مما يؤدي لأن يكون المتوسط الشهري لكل منهما 8,000. ولكن هذا التباين من شهر إلى شهر يؤدي لمعدل تذبذب عالٍ يقدر بـ80% عند أهل الحساب، وهو يسبب الكثير من القلق لكل من أبو محمود وأبو مسامح، ففي شهر تجدهم بخير ونعمة وفي شهر آخر تجدهم “على الحديدة”. وبعدما ضاق كل من أبو محمود وأبو مسامح بحالهما (وبعد العديد من المحاضرات من أم محمود وأم مسامح)، قرر كلاهما الاندماج مع بعضهما لتكوين محل أبو محمود وشركاه للحلوى الموسمية. بعد الاندماج أصبح توزيع الارباح الشهرية كالتالي.
دعونا نتخيّل متجرين متجاورين في السوق: متجر أبو محمود لبيع البوظة معلومات.نت، ومتجر أبو مسامح لبيع الحنيني. ولنفترض كذلك أن كُلاً من المتجرين يدرّ نفس المبيعات في العام (120,000 ريال لكل متجر). ولكن الفرق بينهما يتعلق بالفرق في المبيعات في الأشهر المختلفة، فبطبيعة الحال أبو محمود يبيع معظم بوظته في الصيف، بينما أبو مسامح يبيع معظم حنينيه في الشتاء (وما أجمل الحنيني الدسم في الشتاء!). ولنفترض أخيراً أن تكلفة التشغيل الشهرية لكل محل هي 2,000 ريال (من إيجار وكهرباء وماء…إلخ). في هذه الحالة سيكون توزيع الأرباح الشهرية بالشكل التالي.
جدول 2-3: مبيعات أبو محمود وشركاه وحصص الشركاء
|
أبو محمود وشركاه للحلويات الموسمية |
حصة أبو محمود |
حصة أبو مسامح |
||
|
المبيعات |
التكاليف |
الأرباح |
50% |
50% |
يناير |
20,000 |
4,000 |
16,000 |
8,000 |
8,000 |
فبراير |
20,000 |
4,000 |
16,000 |
8,000 |
8,000 |
مارس |
20,000 |
4,000 |
16,000 |
8,000 |
8,000 |
أبريل |
20,000 |
4,000 |
16,000 |
8,000 |
8,000 |
مايو |
20,000 |
4,000 |
16,000 |
8,000 |
8,000 |
يونيو |
20,000 |
4,000 |
16,000 |
8,000 |
8,000 |
يوليو |
20,000 |
4,000 |
16,000 |
8,000 |
8,000 |
أغسطس |
20,000 |
4,000 |
16,000 |
8,000 |
8,000 |
سبتمبر |
20,000 |
4,000 |
16,000 |
8,000 |
8,000 |
أكتوبر |
20,000 |
4,000 |
16,000 |
8,000 |
8,000 |
نوفمبر |
20,000 |
4,000 |
16,000 |
8,000 |
8,000 |
ديسمبر |
20,000 |
4,000 |
16,000 |
8,000 |
8,000 |
|
|
|
|
|
|
المجموع السنوي |
240,000 |
48,000 |
192,000 |
96,000 |
96,000 |
المتوسط الشهري |
20,000 |
4,000 |
16,000 |
8,000 |
8,000 |
معدل التذبذب |
– |
– |
– |
– |
– |
بهذا نرى أنه بعد الاندماج ظل كل من أبو محمود وأبو مسامح يحصلون على متوسط دخل شهري يبلغ 8,000 ريال، ولكن الفرق أن كل منهما أصبح يحصل على المبلغ ذاته كل شهر (نفس مبلغ المتوسط) دون زيادة أو نقصان من شهر إلى شهر وبالتالي دون تذبذب. وبهذا فقد أصبح معدل التذبذب في الدخل لكل من أبو محمود وأبو مسامح صفر. وفي عالم الاستثمار هذا شيء طيب للغاية. و الرسم البياني التالي يوضح حالة كل من أبو محود و أبو مسامح قبل الاندماج و بعده و الانخفاض الذي يحصل في معدل تذبذب أرباحهم.
رسم 2-6: تذبذب مبيعات البوظة والحنيني السنوي
والمفهوم نفسه هو ما يعطي لفكرة التنويع أهميتها في عالم الاستثمار، فبجمع عدد من الاستثمارات من فئات مختلفة (ولو كانت كل منها تحقق عوائد متشابة) يؤدي لخلق محفظة تحقق نفس العائد ولكن بمخاطرة أقل، فكأنك بهذا تحصل على شيء ببلاش. وكما يقول المثل: اللي ببلاش كثِّر مِنَّه.
ولكن الشرط لتحقق هذه المعادلة السحرية هو أن يكون مُعامل الارتباط بين الفئات الاستثمارية ضعيفاً بحيث تكون حركاتها مختلفة (وإن كانت عوائدها على المدى الطويل متشابهة). ففي مثال أبو محمود وأبو مسامح كانت حركة سلعهم شبه متعاكسة، مما سبب تحسناً كبيراً في نسبة التذبذب لدى دمجهما. ولكن المنفعة تتحقق (بدرجة أقل) حتى ولو كانت الفئات غير متعاكسة لطالما أنها ليست متطابقة تماماً في حركاتها. لذلك فالتنويع بين الأوراق المالية في السوق الواحد، أو الأسواق في الفئة الاستثمارية الواحدة، أو في الفئات الاستثمارية المختلفة، سيساهم في تحقيق مثل هذه النتيجة.