لو أن شخصاً ما مدين لك بريال فهل تُفضِّل أن يردّه لك اليوم أم العام القادم؟ بالطبع الإجابة هي “اليوم”. فمع التضخم الذي يخفِّض القوة الشرائية للمال يوماً عن يوم، فإن القوة الشرائية للريال بعد عام من الآن ستكون أقل بشكل طفيف عما هي اليوم. و”التضخم” هو مصطلح اقتصادي يستخدم لوصف ميل الأسعار للارتفاع مع مرور الزمن. فلو كان التضخم بنسبة 2% في السنة، فإن ذلك يعني أن الأسعار (في المتوسط) سوف ترتفع بنسبة 2% خلال العام نفسه. وهذا يعني بدوره أن ما يمكن أن يشتريه ريالك اليوم سيقل بما مقداره هللتان بعد عام، أي أن نسبة 2% تضخم تعني أن ريال اليوم سيساوي 98 هللة في العام القادم.
لو أمكنك أن تستعيد ريالك من صديقك “المبزوط” اليوم فإنك يمكن أن تستثمره. ولو أنك استثمرته بحيث يحقق لك عائداً بنسبة 10% على مدى العام (والذي هو أقل من متوسط العائد السنوي الذي حققه سوق الأسهم السعودي في الماضي) فبعدئذ يكون لديك 1.10 ريال عند نهاية العام. مما يجعل مالك ينمو بدلاً من التقلص عبر الزمن، وبالتالي فهو يحمي مدخراتك من النتائج السلبية للتضخم.