الجدول أدناه يبين لك كيف أن استثماراً واحداً بمقدار 100 ريال سعودي يمكن أن ينمو بمعدلات مختلفة من العائد. معدل 5% هو ربما ما تحصل عليه من استثمارات المرابحة والودائع، ومعدل 10% هو أقل قليلاً من متوسط العائد التاريخي المتحقق من الاستثمار في الأسهم، بينما معدل 15% هو ربما ما تحصل عليه لو تمكنت من انتقاء أسهمك بنفسك.
جدول 1-1: النمو بمعدلات مختلفة
السنة | معدل النمو | |||
5% | 10% | 15% | 20% | |
1 | 100 | 100 | 100 | 100 |
5 | 128 | 161 | 201 | 249 |
10 | 163 | 259 | 405 | 619 |
15 | 208 | 418 | 814 | 1,541 |
25 | 9,540 | 3,292 | 1,083 | 339 |
لماذا يؤدي فرق ضئيل بين معدلات العائد إلى فروقات هائلة بعد فترات طويلة من الزمن؟ الجواب يكمن في العوائد التراكمية.
ولعل أفضل طريقة لشرح هذه العوائد التراكمية هو بالمقولة التالية:
“المال يصنع المال. والمال الذي يصنعه ذلك المال يصنع مالاً أكثر.”
وبمعنى آخر، عندما تحقق أي عوائد تبدأ عوائد استثمارك الأصلي بكسب المال أيضاً وهذه العوائد بدورها تبدأ بتحقيق مزيد من العوائد…إلخ. وبالتالي يمكن لمبالغ صغيرة من المال أن تتضاعف بسرعة مع مرور الزمن.
وكلما أطلت من مدة الاستثمار أو رفعت معدل العائد فإن النتائج تزداد بوتيرة متصاعدة (أي أسّياً). فعلى سبيل المثال لو بدأت بالادخار والاستثمار في سن باكر (فلنقل عند 15 عاماً من العمر) ستلاحظ كيف ينمو استثمار بمبلغ 100 ريال سعودي بوتيرة متصاعدة، وخصوصاً في الأعوام المتأخرة.
جدول 1-2: معدلات النمو بأعمار مختلفة
العمر | معدل النمو | |||
5% | 10% | 15% | 20% | |
15 | 100 | 100 | 100 | 100 |
20 | 128 | 161 | 201 | 249 |
25 | 163 | 259 | 405 | 619 |
30 | 208 | 418 | 814 | 1,541 |
40 | 9,540 | 3,292 | 1,083 | 339 |
50 | 59,067 | 13,318 | 2,810 | 552 |
60 | 365,726 | 53,877 | 7,298 | 899 |
65 | 910,044 | 108,366 | 11,739 | 1,147 |
يمكن شرح هذه النقطة بمثال بسيط نقارن فيه بين عادات الادخار لشابين خلال حياتهما. فأحد الشابين: عبدالعزيز يعمل في مطعم وجبات سريعة في المساء ويقضي معظم وقت فراغه بالقراءة وجمع الطوابع. وهو يدّخر 1,000 ريال في العام بدءاً من عمر 15 عاماً ويستثمره في سوق الأسهم بمعدل عائد 12% في العام لمدة عشر سنوات. وبعد السنوات العشر تلك يكتشف متعة السفر والصرف فيتوقف عن ادّخار أي أموال إضافية ويصرف كل دخله على إجازات في مربيا، ولكنه يبقي المبالغ التي ادخارها في الماضي مستثمرةً في السوق.
قارن حسابه بحساب صديقه دحيّم الذي بدد رواتبه في أول حياته على مصاريف الوناسة. ولدى بلوغه 40 عاماً تنّبه دحيّم (أصبح اسمه الآن عبدالرحمن) لوضعه عندما يتقاعد والده على معاش التأمينات الذي لا يكاد يكفي حاجاته. فيصحو دحيّم ويبدأ بتوفير 10,000 ريال سعودي كل سنة للأعوام الخمسة والعشرين التالية. من تتوقع من هذين الشابين جمع مبلغاً أكبر عند بلوغه 65 عاماً (عند التقاعد)؟
الجواب هو عبد العزيز. فعلى الرغم من أنه لم يقم بتوفير إلا 1,000 ريال سعودي كل عام (أي ما مجموعه 10,000 ريال سعودي في حياته، وهو نفس المبلغ الذي كان يدخره دحيم في عام واحد) إلا أنه تمكن من جمع 1.6 مليون ريال سعودي عندما أدرك 65 عاماً. بينما دحيّم من جهة أخرى قام بالتوفير لمدة 25 عاماً (أو ما مجموعه ربع مليون ريال)، ولكنه انتهى بمبلغ أقل من المليون ريال.
وبالرغم من أن كلا الشابين تمكنا من التوفير والاستثمار، إلا أننا نلحظ الفارق الكبير بينهما. فأموال عبدالعزيز التي ادخرها من راتب شبابه – على قلّتها – تم تشغيها واستثمارها لمدة 50 عاماً، أي ضعف مدة استثمار دحيّم، أضِف إلى ذلك أن عبدالعزيز لم يخسر كثيراً بتوفير 1,000 ريال سنوياً في مقتبل عمره، بينما اضطر دحيّم للتضحية بكثير من أجل توفير 10,000 سنوياً في مراحل لاحقة من حياته.
يكفينا القول هنا أن قوة العوائد التراكمية هي الدافع الرئيسي لأن نبدأ الاستثمار من الآن. فكل يوم تستغلة في الادخار والاستثمار هو يوم إضافي يقضيه مالك في النمو ليساعدك على تحقيق حاجاتك في المستقبل وعلى ضمان راحة البال لك ولأولادك.