تعاني شركة Meta التي كانت تُعرف سابقاً باسم فيسبوك، من أكبر خسارة لها في يوم واحد على الإطلاق، حيث انخفض سهمها يوم الخميس بنسبة 26%، وتراجعت قيمتها السوقية بأكثر من 230 مليار دولار.
فقد جاء انهيارها في أعقاب تقرير كئيب عن الأرباح صدر يوم الأربعاء، عندما أوضح الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرغ، كيف كانت الشركة تمر بمرحلة انتقالية صعبة من الشبكات الاجتماعية نحو ما يسمى بالعالم الافتراضي للميتافيرس.
وكشف تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” ستة مشكلات تجعل فيسبوك في مكان صعب، مقارنة بغيره من تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي.
معضلة تيك توك
فقد أدى سحر تطبيق تيك توك ونموه المدعوم من الصين إلى أكثر من مليار مستخدم على خلفية منشورات الفيديو القصيرة (Reels) التي يمكن مشاركتها بشكل كبير والتي تسبب الإدمان بشكل غريب.
وقامت ميتا باستنساخ تيك توك باستخدام ميزة منتج فيديو تسمى Instagram Reels. وقال زوكربيرغ يوم الأربعاء إن Reels، التي وضعت في إنستغرام كانت المحرك الأول للتفاعل عبر التطبيق.
كذلك، تكمن المشكلة في أن Reels ورغم جاذبيتها، لا تحقق أرباحاً بنفس فعالية ميزات إنستغرام الأخرى، مثل القصص والصفحة الرئيسية (Main Feed).
ويعود السبب بذلك، أنها أبطأ في جني الأموال من إعلانات الفيديو، حيث يميل الناس إلى تخطيها. ما يعني أنه كلما دفع إنستغرام الأشخاص نحو استخدام Reels، قلّ المال الذي قد يحققه من هؤلاء المستخدمين.
محدودية المستخدمين
في موازاة ذلك، بلغ نمو المستخدم الحد الأقصى، إذ ولت أيام النمو الهائل لمستخدمي فيسبوك، ولم تعد كما في السابق.
وعلى رغم أن الشركة سجلت يوم الأربعاء مكاسب متواضعة في المستخدمين الجدد عبر ما يسمى بعائلة التطبيقات، والتي تشمل إنستغرام ومسنجر وواتسآب، فقد خسر فيسبوك حوالي نصف مليون مستخدم خلال الربع الأخير من الربع السابق.
تحديثات أبل
في السياق ذاته، أضرت التحديثات التي أجرتها أبل وخصوصاً “شفافية تتبع التطبيقات”، لنظام تشغيل الهاتف المحمول الخاص بها، الذي منح مستخدمي آيفون الخيار في السماح لتطبيقات، مثل فيسبوك بمراقبة أنشطتهم عبر الإنترنت.
وأدى ذلك، إلى الحد من الإعلانات وهي إحدى الطرق الرئيسية للشركة لكسب المال.
غوغل تسرق الإعلانات
وأشار ديفيد وينر، المدير المالي لشركة ميتا، إلى أن تحديثات أبل التي ذكرناها سابقاً، أعطت المعلنين رؤية أقل لسلوكيات المستخدم، حيث بدأ الكثير من المعلنين في تحويل ميزانياتهم الإعلانية إلى منصات أخرى، وعلى رأسها غوغل.
الإنفاق الجنوني على ميتافيرس
ومن الأسباب أيضاً التي جعلت فيسبوك يعيش صعوبات كبيرة، هو الإنفاق الكبير والجنوني على ميتافيرس، حيث يعتقد زوكربيرغ أن الجيل القادم للإنترنت والذي يتضمن أشخاصاً يتنقلون عبر عوالم مختلفة من الواقع الافتراضي والواقع المعزز، يستحق هذا الإنفاق.
فقد بلغ الإنفاق أكثر من 10 مليارات دولار العام الماضي، ويتوقع زوكربيرغ أن ينفق المزيد في المستقبل.
مكافحة الاحتكار
أما أكبر المصاعب فتكمن في محاولة مكافحة الاحتكار، إذ إن تهديد المنظمين في واشنطن لشركة فيسبوك هو صداع لا يزول لمديرها التنفيذي.
فقد واجهت الشركة تحقيقات متعددة، بما في ذلك من لجنة التجارة الفيدرالية والعديد من المدعين العامين للولايات، حول ما إذا كانت قد تصرفت بطريقة مناهضة للمنافسة.
وتوحد المشرعون أيضاً حول جهود الكونغرس لتمرير قوانين مكافحة الاحتكار.
لكن التهديد باتخاذ إجراءات لمكافحة الاحتكار جعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة لشركة ميتا في اقتحام اتجاهات الشبكات الاجتماعية الجديدة.
في الماضي، اشترى فيسبوك إنستغرام وواتساب مع القليل من التدقيق، حيث اكتسبت هذه الخدمات مليارات المستخدمين.
أما الآن حتى بعض عمليات استحواذ ميتا التي تبدو أقل إثارة للجدل في الواقع الافتراضي وصور GIF تعرضت لتحديات من قبل المنظمين على مستوى العالم.