يمكنك أن تنجح بأن تجعل الادّخار والاستثمار جزءاً من حياتك اليومية. وهذا ليس بجديد، فلو تفكر ستجد أن معظم قراراتك اليومية تؤثر على وضعك المالي، سواءاً كان ذلك بطلب كوب كابوتشينو بعشر ريالات أو بأخذ قرض طويل المدى لتسديد مستحقات بطاقة الائتمان ذات الفائدة المرتفعة.
هذا لا يعني أن تقلق على كل هللة تنفقها. فلو أديت لنفسك حقها المالي لما استلزم الأمر قلقك.
بالطبع سيستغرب البعض ويقول: ماذا تعني؟ وكيف لي أن أؤدي حقوقي المالية لنفسي؟
لذا فأول شيء لابد أن تفعله للإعداد للاستثمار هو تسديد كل ديونك ذات الفائدة المرتفعة مثل دين بطاقات الائتمان. وبالرغم من أن بعض الديون قد تكون ذات فائدة منخفضة كما أنها قد تُستخدم لتكوين أصول مالية (مثل القروض العقارية أو القروض طويلة المدى بغرض الاستثمار)، إلا أن القاعدة العامة تظل أن عليك أن تتحرر من الديون ذات الفوائد العالية عندما تبدأ بالاستثمار.
عندما تنظر لفواتيرك سواء كانت بطاقات الائتمان أو الكهرباء أو الماء أو الجوال أو ملابس العيد لأم العيال، تأكد أن تضيف فاتورة أخرى لتلك القائمة بل وعلى رأسها، وذلك بأن تضع قسط ادخارك في قمة قائمة الفواتير وتعامله كما تعامل أي فاتورة. وبهذا تدفع لنفسك أولاً ومن ثم لا يتعيّن عليك أن تقلق بشأن الادخار أو حتى تفكر فيه مرة أخرى حتى الشهر التالي.
الهدف هو أن توفر كل ما تستطيعه بحيث لا يقل عن ادخار نسبة 10% من دخلك السنوي. وقد تزيد النسبة او تنقص بحسب التزاماتك المالية الأخرى. وكلما ادخرت أكثر تمكنت من تنمية ثروتك أكثر. وتَذكَر أن ادخار أي شيء – مهما كان قليلاً – هو أفضل من عدم الادخار تماماً. وتذكر أن بضعة ريالات تدخرها اليوم تعادل الكثير من الريالات التي قد تدخرها في المستقبل. ولذلك ينبغي عليك أن تستغل خدمات الادخار والاستثمار المنتظم التي تقدمها الكثير من البنوك والشركات الاستثمارية وتسحب من حسابك تلقائياً كل شهر وتحولها إلى حساب ادخاري أو استثماري ليتم تشغيلها. وسوف تندهش كيف أنه من السهل اتخاذ الحياة مع بضعة ريالات أقل كل شهر وحتى أنك لا تلاحظ الفرق.
بإمكانك أن تكون مرناً بشأن هذه القاعدة. فلو وجدت نفسك لا تأكل إلا التونا والميرندا كل يوم لمدة شهر (بالذات إذا كنت لا تحب التونا والميرندا) فأنت حينئذ ربما تدفع لنفسك أكثر مما ينبغي. أو في ظروف أخرى قد لا تكون في وضع يسمح لك أن تدفع لنفسك على الإطلاق. ولكن حالما تسمح لك الفرصة ابدأ بالاقتطاع الادخاري.