ما لا تعرف عن قصة قصيدة “يا شريك بن عدي”:
أمَّا عن قصة قصيدة “يا شريك بن عدي” يُذكر أن النعمان بن المنذر قد جعل لنفسه يومين يوم شديد ويوم نعيم ففي اليوم الشديد من لقيه قتله وأمّا في يوم النعيم من صادفه أحسن إليه، وكان هناك رجل يقول له الطائي فكان فقيرًا وفي يوم من الأيام ذهب لكي يشتري شيئاً لصغاره ولسوء الحظ أنّه صادف النعمان في يومه الشديد، فعندما رآه الطائي علم أنّ دمه مهدور فقال له على الفور حيا الله الملك وقال له إن لي صغار وأهلي جياع، ولسوء حظي إنّي رأيتك في هذا اليوم العبوس، فقال له قبل أن تقتلني اسمح لي أن أوصل ابنتي إلى البيت وأعطي الأهل هذا الطعام وأوصي أهل النخوة بهم وأعود إليك في المساء وأسلم نفسي لكي تنفذ بي الأمر.
عندما سمع النعمان بما قاله الطائي عرف حقيقة حاله، رأى خوفه على عائلته وأطفاله رقّ قلبه له ولحالة أطفاله من دونهم، وقال له: لا آذن لك بالذهاب إلَّا مع رجل من رجالي حتى أضمنك، فإن لم تعد لقتلك، فأمر شريك بن عدي أن يذهب معه، فلتفت الطائي إلى شريك وقال له:
يــا شريــك بن عـــدي
ما من الموت انهزام
مــن الأطفــال ضعـاف
عدمـــوا طعم الطعام
بيــن رجــوع وانتظار
وافتقـــــــار وسقام
يـــا أخـــا كــــلِّ كريم
أنت مــــن قوم كرام
يا أخا النعمان جُدْ لي
بضمــــــان والتـزام
ولــــك الله بأنــــِّــــي
راجــع قبـــل الظـلام
فقال له شريك: أصلحك الله أيّها الملك، إنّني أضمنه لك، وإذ بالطائي يمر من أمامهم وكان مسرعَا، وعندها قال النعمان لشريك: إنْ أتى النهار قد ذهب، ولم يعد، ويقول له شريك: ليس لك عليّ من سبيل حتى يأتي المساء، وعندما اقترب المساء قال نعمان لشريك ها قد جاء وقتك، قم وجهز نفسك لكي تقتل، فقال له شريك: هذا شخص قد أتى باتجاهنا، وأرجو الله أن يكون هو الطائي، فإن لم يكن هو فأنا عند أمر الملك، وبينما هم كذلك، وإذا بالطائي قد اقترب منهم مسرعاً حتى وصل إليهم.
فقال لهم الطائي: لقد خفت أن ينتهي النهار قبل أن أصل إليكم، ثم وقف أمام الملك وقال له: فلتأمر بأمرك، فقال لهما النعمان: والله لم أرَ في حياتي أعجب منكما، خشيت أن ينقضي النهار قبل وصولي، ثم قال: أما أنت أيّها الطائي فأنت لم تترك لأحد مقامًا في الوفاء يتكلم فيه، وأمّا أنت يا شريك فلم تترك لكريم سماحة، وأنا لن أكون ألأمكم، لقد رفعت يوم بؤسي عن الناس، فقال الطائي:
ولقد دعتني للخلاف عشيرتي
فعددت قولهم من الإضلال
إنِّي امرؤٌ فيَّ الوفـــــاء سجيـة
,فعــال كل مهـذب مفضـال