مفاجأة من العيار الثقيل فجرتها دراسة جديدة، حيث توصلت إلى أن غسل الملابس يلوث الأرض بنحو 175 ألف طن من الألياف الاصطناعية كل عام، بالإضافة إلى التلوث البلاستيكي الدقيق الذي يصل البحار.
ويمكن أن تساعد النتائج التي توصل إليها الباحثون من الولايات المتحدة في إيجاد حلول فعالة لوقف انتشار الألياف الاصطناعية، مع توسيع فهمنا لتأثيرها.
يذكر أن طول هذه الألياف يبلغ أقل من خمسة ملليمترات، ويتم إنتاج ألياف دقيقة في كل خطوة من خطوات عملية تصنيع الملابس، ويتم تحريرها عند غسل الملابس في الغسالة.
من جهتها، أوضحت جينا غافيغان من جامعة كاليفورنيا، في سانتا باربرا أنه “من غير المرجح أن تكون إزالة الألياف الدقيقة من البيئة على نطاق واسع مجدية تقنياً أو مجدية اقتصادياً، لذلك يجب أن يكون التركيز على منع الانبعاثات”، مضيفة أنه “نظراً لأن محطات معالجة مياه الصرف الصحي لا تقلل بالضرورة من الانبعاثات إلى البيئة، فإن تركيزنا يحتاج إلى تقليل الانبعاثات قبل دخولها في مجرى مياه الصرف الصحي”.
وتعد الأقمشة الصناعية، مثل البوليستر والنايلون، أكثر الألياف استخداماً في صناعة النسيج، حيث تمثل أكثر من 60% من المواد المستخدمة في إنتاج الملابس في جميع أنحاء العالم. ويستخدم نحو 15% من جميع أنواع البلاستيك في صناعة الألياف الاصطناعية، وخاصة الملابس.
يأتي ذلك في وقت تم إعطاء الكثير من الاهتمام للتلوث البلاستيكي في المحيطات وإيلاء اهتمام أقل للكمية التي يتم إلقاؤها على الأرض، والتي أصبحت الآن أعلى.
إلى ذلك يتم تصفية المياه المليئة بالألياف في محطات معالجة مياه الصرف الصحي بعد غسل الملابس ميكانيكياً. كما يقع التقاط معظم الكريات البلاستيكية جنباً إلى جنب مع ما يسمى بالحمأة الصلبة الحيوية، والتي غالباً ما تنتشر فوق الأراضي الزراعية أو تُدفن في مكب النفايات.
وفي دراستهم، قام الباحثون بدمج البيانات المتعلقة بالإنتاج العالمي للبلاستيك واستهلاكه وإطلاقه مع كمية الألياف الدقيقة التي يتم إطلاقها عند غسل الملابس باليد وبالآلة.
كما درسوا كيفية التعامل مع الألياف الدقيقة في محطات معالجة مياه الصرف الصحي ومصير حمأة مياه الصرف (الحمأة هي مخلفات ناتجة عن معالجة وتنقية المياه سواء في مياه الشرب أو مياه الصرف الصحي).
وقالت غافيغان: “أظهرت حساباتنا أنه تم إطلاق ما يقرب من 5.6 مليون طن متري من الألياف الدقيقة الاصطناعية من غسيل الملابس بين عام 1950، بداية الاستخدام الواسع للألياف الاصطناعية، وعام 2016″، مؤكدة أنه تم إطلاق نصف هذا الرقم “في السنوات العشر الماضية”.
وانتهى ما يقارب نصف الألياف الدقيقة على الأرض، إما على السطح، بإجمالي 1.9 مليون طن، أو في مكبات النفايات، إلى كمية 606 آلاف طن. كما يقع التخلص من نحو 176 ألف طن من الألياف البلاستيكية على الأرض مقابل 165 ألف طن في المسطحات المائية.
من جانبه علق الخبير أوليفر جونز من RMIT: “هذه الورقة ليست الصورة الكاملة حيث يتم التنبؤ بالبيانات بدلاً من قياسها، وكان على المؤلفين تقدير وضع افتراضات في حالة عدم توفر البيانات الأولية”. وتابع: “حتى لو كانت نتائجهم مبالغاً فيها، فإنها لا تزال مصدر قلق وشيئاً نحتاج حقاً إلى معالجته عاجلاً وليس آجلاً”.