نهر باني هو الرافد الرئيسي لنهر النيجر في مالي، حيث يتكون النهر من التقاء نهري باولي وباغوي على بعد 160 كم (99 ميل) شرق باماكو ويندمج مع النيجر بالقرب من موبتي، ويبلغ طوله حوالي 1100 كم (680 ميل).
جغرافية النهر:
يحتوي نهر باني على ثلاثة روافد رئيسية وهي: (Baoulé) الذي يرتفع بالقرب من (Odienné) في كوت ديفوار ويمر جنوب بوغوني مباشرة ونهر (Bagoé) الذي ينبع بالقرب من (Boundiali) في كوت ديفوار و(Banifing-Lotio) الذي يستنزف المنطقة حول سيكاسو، حيث تبلغ مساحة حوض الصرف في المنبع من دونا 102000 كيلومتر مربع (39000 ميل مربع) و85 ٪ منها تقع في جنوب مالي و15 ٪ في شمال كوت ديفوار.
يتفاوت هطول الأمطار السنوي عبر حوض تجميع المياه، حيث تستقبل المنطقة الجنوبية في كوت ديفوار 1500 ملم (59 بوصة) سنوياً بينما تتلقى المنطقة الشمالية حول دونا 700 ملم (28 بوصة) فقط، وللفترة ما بين 1965-1995 كان متوسط هطول الأمطار السنوي للحوض 1100 ملم (43 بوصة)، فإن هطول الأمطار موسمي مع سقوط معظم الأمطار بين مايو وأكتوبر، وأقصى هطول للأمطار يحدث في أغسطس.
كما أن تصريف نهر بني موسمي للغاية، حيث يحدث أقصى تدفق في نهاية سبتمبر وتدفق ضئيل للغاية بين فبراير ويونيو، ويدخل النهر إلى دلتا النيجر الداخلية شمال سان وبعد هطول الأمطار السنوية فيضانات النهر (تُستخدم الكلمة الفرنسية Crue أحياناً) ويغطي السهول الفيضية، وهناك تباين كبير بين السنوات في هطول الأمطار، ونتيجة لذلك في كمية المياه المتدفقة في النهر، فأدى الجفاف الذي بدأ في بداية السبعينيات إلى انخفاض كبير للغاية في التدفق، وحتى الوقت الحاضر لا تزال الأحجام أقل بكثير من تلك التي لوحظت في الخمسينيات والستينيات.
كان الانخفاض في تدفق النهر أكبر بكثير من انخفاض هطول الأمطار، وكان متوسط هطول الأمطار في الفترة ما بين 1981-1989 أقل بنسبة 20٪ ممَّا كان عليه في 1961-1970 بينما انخفض تصريف النهر بنسبة 75٪، فكان تأثير انخفاض هطول الأمطار أقل حدة بالنسبة لروافد النيجر الأخرى، وخلال نفس الفترة عانى حوض مستجمعات المياه في أعالي النيجر من انخفاض مماثل بنسبة 20٪ في هطول الأمطار، ولكن القراءات في محطة قياس (Koulikoro) تم تخفيضها فقط إلى 50٪ من القيم السابقة، وبسبب النقص المتراكم في المياه الجوفية في العام مع هطول الأمطار الغزيرة، فإن تصريف نهر بني أقل ممَّا كان عليه في العقود الرطبة في الخمسينيات والستينيات.
سدود النهر:
في عام 2006 تم إنشاء سد تالو لري أجزاء من السهل الفيضي إلى الجنوب من النهر بالقرب من مدينة سان، وقبل بناء السد كانت هذه المناطق قد غمرت بالكامل فقط في السنوات الرطبة للغاية وآخرها حدث في عام 1967، يقع السد على بعد 43 كم (27 ميل) غرب سان على بعد 66 كم (41 ميل) من مجرى النهر، حيث تقع دونا و 110 كم (68 ميل) أعلى منبع جيني، ويعمل السد كسد في أن المياه يمكن أن تتدفق فوق الجزء العلوي من الجدار الاستنادي، فقد كان بناء السد مثيراً للجدل، وتم انتقاد تقييم الأثر البيئي الذي كلف به بنك التنمية الأفريقي لعدم مراعاة التأثير الهيدرولوجي في اتجاه مجرى النهر للسد.
يبلغ ارتفاع الجدار الاستنادي 5 أمتار (16 قدماً) وطوله 295 متراً (968 قدماً)، ممَّا أدى إلى إنشاء خزان بسعة 0.18 كيلومتر مكعب (0.043 متر مكعب) من الماء، ويمثل هذا الحجم 1.3٪ من متوسط التفريغ السنوي للنهر (خلال الفترة 1952-2002 كان متوسط التفريغ 13.4 كيلومتر مكعب (3.2 متر مكعب)، حيث تدفق المصب 10 متر مكعب (350 قدم مكعب)/ يمكن الحفاظ عليها خلال موسم الجفاف عن طريق فتح بوابة سد، ومن المعلومات المنشورة من غير الواضح كم من إجمالي التصريف سيتم تحويله للري وكمية المياه المحولة وكم سيتم تصريفها مرة أخرى في النهر، فسيكون تأثير السد تأخير وصول الفيضان السنوي وتقليل شدته.
في مايو 2009 وافق بنك التنمية الأفريقي على تمويل سد الري/ السد الذي سيتم بناؤه على بني بالقرب من صوالا وهي قرية تقع على بعد 12 كم (7.5 ميل) جنوب دجيني، والسد هو عنصر واحد في برنامج مدته 6 سنوات بقيمة 66 مليون دولار أمريكي والذي يتضمن أيضاً بناء سد على نهر سنكراني بالقرب من كوروبة وتوسيع المنطقة المروية بواسطة سد تالو، سيحتفظ سد دجيني المقترح بحوالي 0.3 كيلومتر مكعب (0.072 متر مكعب) من المياه أي أكثر بكثير من سد تالو، وسيسمح بـ “الفيضان المتحكم به” لـ 14000 هكتار من سهل بوندوري الفيضي (على الضفة اليسرى للنهر إلى الجنوب من دجيني) للسماح بزراعة الأرز وري 5000 هكتار إضافية لزراعة “العشب الطافي” (تعرف Echinochloa stagnina محلياً باسم bourgou) لتغذية الحيوانات.
من المتوقع أن تكون تأثيرات السدود على فيضانات دلتا النيجر الداخلية في اتجاه مجرى موبتي متواضعة، حيث أن تصريف نهر باني لا يمثل سوى ثلث مثيله في النيجر: في الفترة 1952-2002 متوسط التدفق في دونا كان 424 م 3 (15000 قدم مكعب)/ ثانية مقارنة مع 1.280 م 3 (45000 قدم مكعب)/ ثانية للنيجر في كوليكورو.