نظام التعليم والسلم التعليمي:
لقد تطور تعليم البنات نتيجة للجهود المتواصلة في تطويره ونشره، ففي وقت تقوم به وزارة المعارف بالإشراف على تعليم البنين في المملكة تقوم الرئاسة العامة لتعليم البنات بالإشراف على تعليم الفتيات في جميع المراحل إشرافاً بالشكل الكامل بما في ذلك رياض الأطفال والتعليم العام الابتدائي والمتوسط والثانوي ومعاهد المعلمات.
رياض الأطفال:
لقد وجد رياض الأطفال مع بداية ظهور بداية الحاجة إلى التعليم للمرأة في المملكة السعودية، وذلك قبل وجود وتأسيس التعليم الرسمي الذي تمثل ذلك في مدرسة دار الحنان الأهلية بجدة، ويهتم برنامج الروضة بالألعاب الجماعية التي تشجع وتنمي تفكير الطفلة وبالأناشيد الموجهة إلى تعليم الطالبة مبادئ دينها وحب الوطن.
كما ضمت المدرسة المرحلة التمهيدية، وقد سميت كذلك؛ لأنها تكملة لمرحلة الروضة وتمهيد للدراسة وتتلقى فيها الطالبة بعض مبادئ الفقه والتوحيد وحفظ بعض سور القرآن الكريم القصيرة للصلاة كما تتعلم مبادئ الكتابة والأعداد والحساب استعداداً للمرحلة الابتدائية.
التعليم الابتدائي:
في عام 1960 مبلادي بدأ الاهتمام بهذا النوع من التعليم في وقت تأسيس الرئاسة العامة حين افتتحت أول مدرسة ابتدائية للبنات وهي المدرسة الابتدائية الأولى بالرياض في 1380 هجري. وذلك لا يعني عدم وجود تعليم البنات قبل ذلك التاريخ فقد كان موجوداً في بعض مناطق شبة الجزيرة، ويمكن اعتبارها النواة الأولى لظهور هذا التعليم وتطوره، خاصة في الحجاز وبالذات في مكة المكرمة والمدينة المنورة والطائف وجدة.
ومنذ تأسيس تلك اللجنة المنفصلة عن وزارة المعارف للإشراف على تعليم البنات بدأت في تنظيم هذا التعليم وتطويره، بالرغم من المدة القليلة التي مرت على بدء تعليم المرأة، فقد كانت مليئة بالازدهار، حيث تم خلال تلك المرحلة وبعد تأسيسها بشهرين تم فتح 7 مدارس ابتدائية بمعدل مدرسة واحدة في كل من مكة وجدة والرياض والمدينة والدمام وأبها وعنيزة، بالإضافة إلى معهد العاصمة النموذجي الذي احتوى مدارس الرئاسة ليكون إجمالي المدارس الابتدائية من العام الأول 15 مدرسة ابتدائية.
وتدخل الطالبة هذه المرحلة بعد إكمالها عمر السادسة، وتبلغ فترة الدراسة فها ست سنوات، وهو العام التالي لإنشاء الرئاسة، وكانت المتقدمات من الطالبات للمدارس الخاصة اللواتي التحقن إلى المدارس الحكومية، حيث تقدم لاختبار الشهادة 250 طالبة نجح منهن 162 طالبة وكانت نسبة النجاح 2,65٪.
المنهج والخطة الدراسية:
اهتمت الرئاسة العامة لتعليم الإناث بالمنهج الدراسي للفتاة؛ حيث أشار بعض المشايخ حول هذا الموضوع بلزوم العناية بالمنهج بما يأسس الفتاة على القواعد الإسلامية، ويعلمها كيف تصبح أم وزوجة صالحة. فتكونت هيئة عليا بأمر الملك سعود من وزير المعارف الأمير فهد بن عبد العزيز والرئيس العام لمدارس البنات ناصر بن حمد الراشد لدراسة تطور المنهج، فأعدت منهج بشكل مؤقت للمرحلة الابتدائية.
ثم أصدرت الرئاسة قرارها بخطاب الديوان العاليي والمحتوي أنه بسبب انتهاء دراسة منهج مدارس البنات ومقارنته من قبل وزارة المعارف بمناهجها وتصديقه من قبل مجلس الوزراء فإنه ابتداءً من العام الدراسي، يتم إشراف وزارة المعارف على جميع الامتحانات الخاصة بالبنات وربط ذلك برئاسة مدارس البنات، وعلى المدارس جميعها أن تلتزم في مناهج مدارس البنات.
أسست الوزارة منهجاً كاملاً يتناسب مع الطرق التربوية الحديثة والمتطورة، ويتماشى مع متطلبات الفتاة وطبيعتها وما تحتاجه في منزلها كالخياطة والتطريز وشؤون الطهي ورعاية الطفل وإدارة المنزل، وتم تطبيقه في المدارس الحكومية والأهلية. وتركزت الخطة الدراسية على القيام في تدريس العلوم الدينية والمواد الاجتماعية والعلوم والصحة.
التطور في أعداد المدارس:
بالنسبة للمدارس فقد زاد عددها بصورة واضحة من 16 مدرسة ابتدائية عند افتتاح الرئاسة، منها 3 مدارس في الرياض، و 2 مدرسة في كل من مكة وجدة والمدينة ومدرسة واحدة في كل من الدمام والهفوف وغيرها من المدن، وفي نهاية عام 1384/ 1964 ميلادي وصل عددها إلى 156 مدرسة، وهذا يوضح مدى انتشار تلك المدارس في جميع أنحاء المملكة بالشكل السريع. وبالنسبة للفصول ارتفع عددها من 128 فصلاً إلى 1333 فصل وهذا نتيجة للتوسع في عدد المدارس.
وفيما يتعلق بالطالبات: فقد زاد عددهن بشكل ملحوظ، ففي عام 1380 هجري قدر في 3266 طالبة، وتطور العدد ووصل إلى 12827 طالبة ويرجع ذلك السبب للسياسة التي اتبعتها الرئاسة في ذلك الوقت بقبول جميع الطالبات دون استثناء وعلى اختلاف أعمارهن وجنسياتهن؛ لأنها استخدمت أسلوب المرونة في بداية عملها حتى تستوعب أكبر قدر منهم.