عد كل هذا الحديث عن الثروات والملايين قد تكون متلهفاً لاتخاذ الخطوة التالية والبدء في طريق الاستثمار. لكن دعنا نتوقف للحظة!! فقبل أن تجري الماراثون يجب عليك الإحماء أولاً! وقبل أن تسافر لشهر العسل يجب عليك أن تتزوج! وبالرغم من قوة العوائد التراكمية وأهميتها، فإنك يجب أن تتأكد أولاً أنها تعمل لصالحك وليس ضدك. وهذا يعني أنه تعيّن عليك أولاً التخلص من الديون ذوات الفوائد العالية. لماذا؟ وما دخل ذلك بالاستثمار؟
الجواب هو أن نفس مبدأ العوائد التراكمية الذي تمت مناقشته أعلاه يعني أن ريالاً من الدين يمكن بسرعة أن يصبح بضعة مئات من الريالات من الدين. وبهذا فإنه لا معنى للادخار في الوقت الذي تتضاعف فيه ديونك كالأرانب!!
لذا فأول شيء لابد أن تفعله للإعداد للاستثمار هو تسديد كل ديونك ذات الفائدة المرتفعة مثل دين بطاقات الائتمان. وبالرغم من أن بعض الديون قد تكون ذات فائدة منخفضة كما أنها قد تُستخدم لتكوين أصول مالية (مثل القروض العقارية أو القروض طويلة المدى بغرض الاستثمار)، إلا أن القاعدة العامة تظل أن عليك أن تتحرر من الديون ذات الفوائد العالية عندما تبدأ بالاستثمار.
وفي هذا الصدد قد يسأل سائل: متى تُعتبر الفائدة على قروضي مرتفعة؟ الجواب يتفاوت ولكن بصفة عامة ليس من المستحب اقتراض أي مال (سواءاً للاستثمار أو لغيره) يزيد فيه معدل الفائدة أو الربح عن عائدك المتوقع. وبمعنى آخر، لو كنت مقترضاً بنسبة ربح أو فائدة تزيد عن 10% سنوياً( ) (والتي هي الحال بالنسبة لديون بطاقات الائتمان وبعض قروض شركات التقسيط) فإن عليك أن تسدد القرض بأسرع وقت.