البورصات :
الكثير منا يشاهد بدهشة قنوات الأخبار المالية عندما تنقل صوراً لصالة كبيرة فيها العديد من الشاشات يتجّمع فيها فوج من الناس بمعاطف ملونة في الكثير من الأحيان يومئون بإشارات يدوية غريبة ويصرخون في الكثير من الأحيان بأعلى أصواتِهم. هذه هي البورصة!! وفي البورصة تقوم شركات الوساطة بانتداب أفراد معينيِّن (يُسمَّون “متخصصين” أو “Specialists”) كل واحد منهم مسئول عن جميع التداولات في سهم معيّن. وحجم التداول (أي عدد الأسهم التي يتم بيعها وشراؤها خلال اليوم) يتم حصره من قبل هؤلاء “المتخصصين” ويقدم به تقرير للبورصة مع معلومات عن سعر وحجم كل صفقة.
سوق نيويورك للأسهم (NYSE) في شارع “وال ستريت” هو أبرز مثال للبورصة، حيث لا تزال التعاملات في بورصة نيويورك تتم وجهاً لوجه (كما نرى في نشرات الأخبار وفي الأفلام). حيث يتجه كل من البائع والمشتري “للمتخصص” الذي يعمل على الجمع بينهما. وبالرغم من ذلك فإن الحواسب الآلية تلعب دوراً كبيراً، حيث أن كل عملية تعتبر مزاداً مستقلاً، ولا يوجد سعر محدد بالفعل للسهم بالرغم من اعتبار سعر آخر عملية تمّت هو سعر السهم. حيث أن السعر في الواقع هو أعلى مبلغ يكون أي من المشترين مستعداً لدفعة في ذلك الوقت. فعندما يكون الطلب عالياً على سهم معيّن فإن المشترين المختلفين يزايدون على السعر لإقناع البائعين بالبيع. وعندما يكون الطلب منخفضاً فإن البائعين يناقصون أسعارهم لجذب المشترين، مما يؤدي لانخفاض سعر السهم.
السوق الافتراضية
السوق المالية السعودية (تداول) وسوق ناسداك (Nasdaq) من أبرز الأمثلة على السوق الافتراضية، التي تُبنى على مجموعة من الوسطاء ووحدات التداول مرتبطة بنظام حاسب مركزي مُدار من قبل السوق المالية. وهذه السوق الافتراضية بدورها تنقسم إلى نوعين: النوع الأول يقتصر فيه دور الوسطاء على التوفيق الفوري بين أوامر البائعين وأوامر المشترين بطريق مباشر عبر حاسبات السوق المالية دون أن يدخل الوسطاء طرفاً في العملية. وهذا النوع يسمى السوق المدارة بالأوامر نظراً لاعتمادها على التعادل بين أوامر الشراء والبيع، وأفضل مثال على ذلك السوق المالية السعودية (تداول). أما النوع الآخر فيسمى السوق المدارة بالوسطاء، ويقوم فيها الوسيط عادة بدور صانع السوق حيث يحتفظ بمخزون من أسهم معينة لمقابلة احتياجات السوق وبالتالي الدخول كطرف مقابل لكل عملية (سواء كانت عملية بيع أو شراء). فعلى سبيل المثال عندما تريد بيع 100 سهم في شركة (ربح وفلّة) فلن تنتظر شخصاً آخر يريد شراء 100 سهم من شركة (ربح وفلّة)، حيث يعمل صنّاع السوق على شراء الأسهم منك ثم بيعها بعد ذلك عندما يجدون مشترياً. وبالتالي يقوم صنّاع السوق بضمان “سيولة” السوق، بحيث يمكنك بيع أو شراء الأسهم في أي وقت (باستثناء الظروف الإستثنائية) متى ما كان السوق مفتوحاً.