تواصل السلطات الصينية حملتها ضد شركات التكنولوجيا ومن بينها شركات الألعاب، حتى بات أكبر المليارديرات في الصين غير محصنين ضد الهجوم التنظيمي الذي تقوم به الحكومة، آخر هؤلاء المليارديرات رئيس شركة Tencent بوني ما، الذي فقد 14 مليار دولار خلال الأشهر التسعة الماضية.
كما تتصاعد التكهنات حول أسباب قيام الصين بهذه الإجراءات الصارمة ضد شركات التكنولوجيا.
لسنوات أعتبر رواد الأعمال الصينيون في مجال التكنولوجيا نجوماً وأيقونات مهمة لا يمكن المساس بها، وعلى رأسهم مؤسس علي بابا للتجارة الإلكترونية جاك ما، ولكنه اختفى لثلاثة أشهر نهاية العام الماضي تحت ظروف غامضة.
فعلى مدار الأشهر القليلة الماضية ،توالت سلسلة من العقوبات القاسية تقودها الحكومة الصينية ضد عمالقة التكنولوجيا، بدأت من فرض غرامة قياسية على علي بابا بـ 2.75 مليار دولار بتهمة الاحتكار وتلتها اتهامات اختراق الخصوصية وتسريب البيانات ضد تطبيق النقل التشاركي ديدي.
وأمرت السلطات الصينية ديدي ومشغلي ثلاثة تطبيقات أخرى مدرجة مؤخرًا في الولايات المتحدة بالتوقف عن قبول مستخدمين جدد وإزالتها من متاجر التطبيقات.
كما أزالت إدارة الفضاء الإلكتروني في الصين 25 تطبيقًا للهواتف المحمولة تديرها شركة Didi من متاجر التطبيقات بحجة أن التطبيقات المعنية استخدمت البيانات التي جمعتها ديدي بشكل غير قانوني.
السؤال هنا .. ما أهمية هذه البيانات مقابل الاقتصادات وفرص العمل التي تخلقها هذه الشركات العملاقة في الصين ؟
البيانات تساوي الذهب الجديد، مثل العديد من الدول الأخرى، تستيقظ الصين على حقيقة أن البيانات هي “الذهب الجديد” وتحتاج إلى قواعد واضحة تحكم كيفية جمعها ومشاركتها.
وأيضاً البيانات هي عامل إنتاج، في أبريل 2020، أصدرت الصين وثيقة وصفت فيها أن البيانات هي “عامل إنتاج” إلى جانب عوامل الإنتاج الأربعة التقليدية للسياسة الاقتصادية الاشتراكية: الأرض والعمالة ورأس المال والتكنولوجيا.
ويأتي هذا التصنيف من حقيقة أن الاقتصاد الرقمي شكل 38% من الناتج المحلي الإجمالي للصين عام 2020. وبحلول عام 2025، من المتوقع أن تكون النسبة 55%.
ونظرًا لأن الاقتصاد الرقمي تغذيه البيانات، فمن المهم وجود قواعد واضحة حول كيفية قيام الشركات بجمعها وتخزينها وبيعها.
ما قد يبرر الحملة الصارمة التي شنتها الصين على الشركات المدرجة في الخارج ويتم الآن دراسة اقتراح إخضاع أي شركة لديها بيانات عن أكثر من مليون عميل، مراجعة الأمن السيبراني في الصين قبل إدراجها في الخارج.
وهذا يثير تساؤلاً آخر .. كيف سيؤثر ذلك على ثقة المستثمرين في شركات التكنولوجيا الصينية؟