تعرضت شركة “فيسبوك” لكثير من الأزمات في الأشهر الأخيرة. لكن الأزمة الأكبر كانت تسريب ملفات الشركة الداخلية من طرف مديرة المشاريع السابقة داخل الشركة، فرانسيس هاوغن. وقد بدأت تلك التسريبات في الظهور ضمن مجموعة من المقالات على جريدة “وول ستريت جورنال” Wall Street Journal.
ولا شك في أن المعلومات المسربة كانت خطيرة إلى حد كبير. وقد ازدادت خطورتها بعدما بدأت في الانتشار بشكل أكبر والوصول للعامة. وقد تمكنت المواقع الإخبارية البارزة من الحصول على نسختها الخاصة من تلك المستندات.
ومن ضمن آلاف المستندات المسربة كانت هناك بعض المستندات الأكثر أهمية، والتي ومن خلالها تم الكشف عن مجموعة من الحقائق البارزة والمثيرة للاهتمام.
كورونا واللقاحات
ولعل واحدة من تلك الحقائق هي عدم قدرة منصة “فيسبوك” على التعامل مع المعلومات المضللة بشأن فيروس كورونا ولقاحاته. وذلك حيث إن أحد الموظفين داخل الشركة قد نبّه في مارس 2021 موضحًا أن المنصة غير قادرة على التصدي للتعليقات السلبية بشأن اللقاحات.
وقد تعرضت شركة “فيسبوك” بالفعل لانتقادات عديدة بشأن عدم مقاومتها للمعلومات المضللة حول اللقاحات، وقد وصفها الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن بأنها “تقتل الناس”.
“أسواق العبيد”
تم الكشف عن هذه المعلومة من خلال منصة “ذا فيرج”، والتي حصلت على نسخة من المستندات الرسمية المسربة. إلا أن المنصة لم تكشف عن المستند بالكامل نظرًا لاحتوائه إسم الموظف.
وإلى جانب ذلك، كشفت المستندات عن تهديد آبل لحجب منصة “فيسبوك” بشكل كامل. وذلك بسبب احتواء المنصة على “أسواق للعبيد”، حسب الوصف المستخدم. وكشفت المعلومات عن إن آبل قد هددت في أكتوبر 2019 بحذف تطبيقات “فيسبوك” من المتجر.
وكان السبب وراء ذلك هو تقرير لمنصة BBC يوضح وجود أنشطة بيع للبشر – كعبيد – ضمن منصة “إنستغرام”. وإلى جانب ذلك فإن الباعة كانوا يشجعون المشترين على إيذاء هؤلاء البشر وإتلاف جوازات سفرهم.
كما أن المعلومات التي تم استخراجها من الملفات قد كشفت عن حقيقة أخرى. وهي إن فريق النزاهة المدنية داخل الشركة كان يتم حجبه بشكل مستمر من خلال مارك زوكبربيرج نفسه، وذلك بعدما وافق على حجب المحتوى المعادي للدولة داخل فيتنام.
ترمب وبايدن
وإلى جانب ذلك، كشفت الملفات عن استغلال منصة “فيسبوك” لحركة ألمانية معادية للقاحات كورونا ضمن تجربة عرفت باسم “Querdenken Experiment”. وذلك حيث إن المنصة قد قامت بتجربة نظام جديد لمراجعة المحتوى بشكل أكثر عنفًا على هذه الحركة.
كما أن الملفات المسربة قد كشفت عن نية “فيسبوك” السابقة للتخلي عن عدادات الإعجابات في “فيسبوك” و”إنستغرام”. إلا أن هذه الخطوة لم تنفذ أبدًا بسبب تأثيرها السلبي على عائدات الإعلانات. وإلى جانب ذلك، كشفت الملفات عن فشل أنظمة مراقبة المحتوى في التعامل مع بعض الأحداث، مثل محاولة أنصار ترمب رفض إعلان جو بايدن كرئيس للولايات المتحدة بعد فوزه فعليًا.
كما أن الأبعاد السياسية قد ظهرت في الملفات بشكل واضح. بما في ذلك محاولة المنصة جعل محتواها مناسبًا لأنصار حزب جو بايدن الديمقراطي.