فتح متحف مخصص بالكامل لتكنولوجيا NFT ، المعتمدة في توثيق أصالة الأعمال الرقمية والتي أحدثت ثورة في سوق الفنون خلال الأشهر الماضية، أبوابه في مدينة سياتل في شمال غرب الولايات المتحدة المعروفة بديناميتها الفنية.
ويقدم متحف NFT في سياتل أعمالاً أصلية مصحوبة بتفسيرات للتقنيات المستخدمة في إنجازها. ويهدف القائمون على الموقع إلى مساعدة الزوار على التنقل في العالم الجديد لهذه “الرموز غير القابلة للاستبدال” Non-Fungible Token، وهي أعمال رقمية يمكن تتبع ملكيتها.
وقال المؤسس المشارك للمتحف بيتر هاميلتون لوكالة “فرانس برس”: “الفائدة من وجود مكان غير افتراضي (لعرض هذه الأعمال) تكمن في تسهيل الوصول للجميع”.
وأضاف: “يمكنك الدخول للمتحف، بصرف النظر عما تعرفه أو لا تعرفه عن الفن الرقمي والـNFT، إذ يمكنك مشاهدة الأعمال المعروضة بالحجم الكبير، بطريقة تذكرك بمعرض المتاحف التقليدية.
وتُستخدم تكنولوجيا NFT في إصدار شهادات توثيق مرتبطة بعمل رقمي ما، ما يجعله فريداً من نوعه.
ورغم إمكانية نسخ المحتوى، فإن شهادة الـNFT تبقى “أصلية”، كما الحال مع وجود نسخ لا تحصى ولا تُعد للوحة الموناليزا لليوناردو دا فينتشي، فيما اللوحة الأصلية لا تزال معلقة داخل متحف اللوفر.
وبعدما كانت مجهولة بصورة شبه تامة قبل عام، باتت الـNFT تشكل بالنسبة للبعض مصدر إيرادات طائلة في سوق الفن المعاصر.
وقد سارع المستثمرون وهواة الجمع الأثرياء إلى الحصول على هذه القطع الرقمية التي يمكن تتبع ملكيتها بالاعتماد على تقنية blockchain المستخدمة أيضاً في عمليات تعدين البيتكوين أو غيرها من العملات المشفرة.
وأصبحت NFT قطعاً أساسية في دور المزادات الكبرى، مثل كريستيز التي باعت عملاً رقمياً للفنان Beeple بمبلغ قياسي بلغ 69.3 مليون دولار في نيويورك في مارس 2021.
غير أن هذه الموضة الجديدة تثير مخاوف وشكوكاً لدى البعض بشأن قابليتها على الاستمرار، غير أن زوار متحف سياتل لا يشعرون بأنهم موهومون أو مخدوعون.
وقالت كارا خلال زيارتها للمتحف: “إنها ظاهرة عالمية نوعا ماً، ونحن نشهد على ظهورها”.
من جهته، أبدى هاميلتون حماسته لرؤية تطور الـ NFT في المشهد الفني بصورة مباشرة. واعتبر أنه “من الصعب القول إلى أين ستأخذنا هذه التكنولوجيا، إذ لا تزال حقيقةً في بداياتها”.
وأضاف: “إذا أخبرك أحدهم أنه خبير في NFT، فإنه يكذب عليك لأننا جميعاً في طور التعلم ولا نزال في بداية تجربة وليدة”.