المحافظ الاستثمارية
إذا كان الصندوق الاستثماري مربوط بفئة استثمارية معيّنة وبسوق معيّن وفي بعض الأحيان بقطاع معيّن وبالتالي لا يتحمل مسؤولية الصعود أو النزول في أداء الفئة الاستثمارية أو القطاع أو السوق ككل، فإن ذلك يشكّل مُعضلة للمستثمر الفرد. فقد يقول الكثير: “إذا ما كان مدير الصندوق يتحمل مسؤولية الصعود والنزول في السوق أو الفئة الاستثمارية ككل، طيب إيش أسوي أنا؟ هل معنى كذا إني بس أتحمل أداء السوق والشكوى لله؟”
إن كان أداء الصندوق يُقاس مقارنة بالسوق بصفة نسبية، فإن المستثمر بالمقابل يهتم بأدائه بصفة مطلقة. لذا فإن واجب قياس وإدارة الأداء المطلق لاستثماراتك هو من مسؤوليتك الشخصية. وسلاحك في ذلك هو ببناء محفظة (لا نقصد بها هنا محافظ التداول في الأسهم) تتكون من العديد من الصناديق المختلفة من الفئات الاستثمارية والأسواق المختلفة، بحيث تنتقي وتركز على الصناديق التي تستثمر في الأسواق التي تتوقع لها الصعود، بينما تخفف من الصناديق التي تستثمر في الأسواق التي تتوقع لها الانخفاض . أما مدير صندوق الأسهم السعودية على سبيل المثال فليس بوسعه الامتناع عن الاستثمار فيها إذا كان يتوقع انخفاضها والاستعاضة عنها بأسهم صينية مثلاً. والرسم البياني الوارد أدناه يوضح لنا كيف أن المحافظ هي عبارة عن مزيج من الصناديق المختلفة من مختلف الأسواق والفئات الاستثمارية.
مرفق 5-3: موضع المحافظ الاستثمارية في عالم الاستثمار
ولكنك قد تقول في نفسك في هذه اللحظة “والله حالة!!! الحين أنا اخترت إني استثمر في الصناديق عشان أفتك من عناء الاستثمار ودوشته، والحين ترجع وتقول لي لازم أنا أعمل (محفظة) وأدير أداؤها وتوزيعها على الصناديق المختلفة بنفسي؟ إذاً كأنك يا زيد ما غزيت!!”
لا تخف يا عزيزي المستثمر، فهناك العديد من البدائل المتاحة لمساعدتك في بناء هذه المحفظة. وهذه البدائل مرتبة على النحو التالي (من الأكثر مجهوداً إلى الأقل مجهوداً):
• بناء محفظتك بنفسك باتباع الأساليب والنصائح التي الخبراء .
• الاعتماد على مستشار مالي أو متخصص من إدارة الاستثمار بالبنك أو شركة الاستثمار التي تتعامل معها. وهذا بديل جيّد ولكنه متاح في العادة (للطحاطيح) الذين بإمكانهم استثمار مبلغ يفوق مليون ريال. كما ان هذه الطريقة تبقيك جاهلاً بكيفية عمل استثماراتك.
• استخدام الأدوات على العديد من مواقع الانترنت التي تمكّنك من بناء محفظة بطريقة آلية ، وذلك عن طريق الإجابة على بعض الأسئلة وأخذ نصائح عن الأوزان النسبية المناسبة لكل فئة وكل سوق بحسب أهدافك ورغباتك.
• الاستثمار في أحد المحافظ المعدّة سلفاً من قبل الشركات الاستثمارية المختلفة. حيث تقوم العديد من الشركات الاستثمارية بتكوين عدد من المحافظ الاستثمارية (عادة ما بين 3 إلى 5 محافظ) تتكون كل منها من تشكيلة من الصناديق الاستثمارية عبر مختلف الفئات والأسواق وتختلف إحداها عن الأخرى من حيث معدّل المخاطرة والعائد المستهدف (مثال: محفظة متحفظة، محفظة متوازنة، محفظة مغامرة) وبالتالي في الأوزان النسبية للصناديق المختلفة في كل محفظة بحيث تزيد المحفظة المتحفظة من وزن الصناديق منخفضة المخاطر بينما المحفظة المغامرة تزيد الوزن النسبي في الصناديق الأعلى مخاطرة وعائداً. وهذه المحافظ المعدّة جيدة حيث تتمتع بالسهولة والتنويع والإدارة المحترفة على مستوى المحفظة، ولكنها أقل مرونة حيث لا تسمح للمستثمر بتغيير الأوزان وفقاً لرغبته أو توقعاته، كما أن بعض مدراء هذه المحافظ قد يفرضون رسوماً عليها بالإضافة إلى الرسوم على الصناديق نفسها.
صناديق المؤشرات
صناديق المؤشر هي الصناديق التي تتبع استراتيجية الإدارة الساكنة ، فهي تسعى لمحاكاة مؤشر السوق الذي تستثمر فيه عن طريق شراء نفس الأسهم الموجودة في المؤشر وبنفس الاوزان، وذلك بدلاً من تعيين مدير للدخول في مراهنات على أسهم معينة.
ومن أهم مزايا صناديق المؤشر قلّة تكلفتها، إذ أنها لا تتكبد أجور مرتفعة لمدراء الاستثمار، بل تدفع رسوم بسيطة مما يوفر العوائد للمستثمرين.
تنبيه: بسبب الشعبية الحديثة لصناديق المؤشرات ولاستراتيجيات الإدارة الساكنة فقد أصبحت بعض الشركات الاستثمارية تفرض عليها رسوماً عالية تكاد تقترب من رسوم الصناديق النشطة، الأمر الذي يلغي معظم منافع صناديق المؤشرات. لذا عندما تنوي الاستثمار في أي صندوق من صناديق المؤشرات يجب أن تتأكد بالفعل أن رسومها أقل من الصناديق النشطة وتقارن نسبة التكاليف مقابل صناديق المؤشرات الأخرى، وسيتم التطرق لمفهوم نسبة التكاليف في القسم اللاحق (أتعاب و رسوم صناديق الاستثمار).