اسعار العملات و اسعار الاسهم – وجهان لعملة واحدة
اسعار العملات واسعار الاسهم ما هي الا مؤشرات تفيد من يستثمر امواله في الاسواق المعنوية (اي الغير مادية اذ لا يتم اي تبادل مادي بين البائعين والمشترين). فلا يوجد فرق بين اسواق فوركس، او اسواق الاسهم والسندات من حيث ان المتداول به شيء غير مادي، وليس هنالك اي فرق ايضا في عملية تقييم الاسواق، حيث يتم التقييم من خلال التحليلات الفنية والمتابعة الزمنية لاسعار عناصر كل سوق. ويكمن سر النجاح في هذه الاسواق التجارية في المعرفة المسبقة والتوقع الدقيق لهذه الاسعار، فكلمة السر هنا البيع عندما ترتفع الاسعار والشراء عندما تنخفض الاسعار. وان حفظ الكلمة هذه لا يعني انك ستنجح في التجارة، بل تطبيق هذه الكلمة هو الكفيل الوحيد لك لكي تنجح في هذه الاسواق سواء سوق الاسهم او سوق تجارة العملات. وان تطبيقها يعتمد بشكل اساسي على القدرة على زيادة دقة التنبؤ بالاسعار.
اسعار الاسهم
ان هناك فرق واضح بين طرق الاستفادة من اسعار العملات واسعار الاسهم. فانت كتاجر عندما تريد ان تستثمر في سوق تداول الاسهم عليك ان تحدد اهدافك، وعليك ان تحدد الاسهم التي تتوقع ان اسعارها سوف ترتفع بناء على دراستك المسبقة للسوق والاوضاع الاقتصادية والتحاليل الفنية، وعندها تقرر الوقت المناسب لشراء الاسهم التي كما قلنا سابقا، تتوقع ان اسعارها سوف ترتفع، فتقوم بشراء اسهم لشركة معينة ثم تنتظر ما سيحصل في اسواق الاسهم. وبالتالي فانت تتعامل مع سعر سهم واحد اذا كنت ستستثمر في شركة معينة، او اسعار اسهم عدة اذا كنت ستستثمر في عدة شركات. وتبقى عملية فهم كيفية الشراء في سوق الاسهم بسيطة الا انها بطيئة جدا، وهذا البطئ قد ينعكس على تجارتك بالفشل، حيث قد يتسبب في خسارتك لفرص ربح اكيدة. على خلاف سوق تجارة العملات التي تتم فيه هذه العملية بسرعة فائقة تمتد الى ثانية لا بل الى اجزاء من الثانية، فبمجرد الضغط على كبسة في لوحة المفاتيح الخاصة بجهازك، يتم انجاز عملية البيع او عملية الشراء لازواج العملات.
اسعار العملات
بينما في تجارة العملات فالوضع مختلف نوعا ما، حيث يقوم التاجر بشراء زوج من العملات وليس عملة واحدة، لذلك فان على التاجر متابعة اسعار لعملات مختلفة لكي يستطيع ان يتخذ قرار الشراء او البيع، لذلك فان عليه ان يعلم سعر عملة ما مقابل سعر العملة الاخرى، ومثال ذلك اذا ذهب رجل الى الصراف لكي يقوم بتحويل يورو الى دولارات فسوف يتعامل مع زوج من العملات اليورو والدولار وليس اليورو فقط. وهذا الفارق الاساسي بين تجارة العملات وتجارة الاسهم، فكما قلنا سابقا ان تجارة الاسهم تعتمد شراء سهم واحد بينما تجارة العملات تعتمد شراء زوج من العملات. وما عدا ذلك فهناك تشابه كبير بين تجارتي العملات والاسهم، وخصوصا من حيث التحليل الفني حيث تستطيع استخدام نظرية فيبوناتشي ونظرية النقطة المحورية ونظرية غان في كلا التجارتين. ولكن بالنسبة للتحليل الاساسي فهناك اختلاف بسيط في التركيز، حيث يركز التجار في سوق تجارة العملات على الاوضاع السياسية للدول التي يستثمرون بعملاتها، بينما يركز المتداولون بالاسهم على الاوضاع الخاصة بالشركة التي يشترون او يبيعون اسهمها.
وتبقى اسعار العملات واسعار الاسهم وجهان لعملة واحدة، حيث يخدم الاثنين الغرض نفسه من حيث المعرفة باوضاع السوق وبناء عليه تقرير اوقات الشراء والبيعللاسهم او العملات على حد سواء، اما اذا اردنا الخوض بالفرق بين تجارة العملات والاسهم، فهناك فرق كبير من حيث السيولة في كلا السوقين ومن حيث السرعة في تطبيق قرارات الشراء والبيع، حيث يتميز بذلك سوق العملات على نظيره.
كلمة السر
تكمن كلمة السر كما كتبنا في المقدمة في مراقبة الاسعار والتوقع السليم لما سوف تصير عليه، وتصبح الامور ايسر شيئا فشيئا عندما تكتسب ما لا يشترى وهو الخبرة في التجارة. وتذكر دائما ان الماضي هو الاساس الذي يبنى عليه المستقبل، فلولا الماضي لما وجد المستقبل.